التعريف
الطبي لتأخر الإنجاب هو عدم حدوث الحمل بعد مرور سنة من العلاقة الزوجية المنتظمة
بدون إستخدام أي موانع للحمل (حتى لو كانت طبيعية).
تأخر
الإنجاب الأولي هو عدم حدوث أي حمل سابق للزوجين بينما الثانوي هو تأخر الإنجاب
بعد سابقة حمل وولادة.
في معظم
الحالات ننصح الزوجين باللجوء للطبيب لفحص أسباب تأخر الإنجاب إذا لم يحدث حمل بعد
مرور سنة من العلاقة الزوجية المنتظمة بدون إستخدام موانع للحمل.
يستثنى من ذلك
بعد الحالات التي قد ننصح فيها بالمراجعة قبل انتهاء السنة مثل:
الأسباب
المعروفة لتأخر الإنجاب قد تكون واحدة من عدة أسباب عند الزوجين:
أسباب عند
الرجل: وهي ما يتعلق بالسائل المنوي من حيث كمية السائل، عدد ونشاط الحيوانات
المنوية ونسب التشوهات في السائل المنوي. كما قد تكون أسباب ترجع إلى ضعف الإنتصاب
وعدم القدرة على الإيلاج للقذف داخل المهبل.
أسباب عند
المرأة: وهذه قد تنقسم إلى أسباب تتعلق بالمبيضين كإضطراب التبويض أو ضعف مخزون
البويضات أو أسباب تتعلق بالرحم مثل وجود ألياف أو لحميات أو حاجز رحمي قد يقلل من
فرص إنغراس الأجنة وحدوث الحمل. وأخيرا أسباب تتعلق بقناة فالوب (الأنابيب) كحدوث
إنسداد أو إلتصاقات داخل الحوض يعوق عملية إالتقاط البويضة من المبيض بعد إنطلاقها
يوم التبويض.
يبقى أن نضيف
أنه في بعض الأحيان قد تكون الأسباب مشتركة بمعنى وجود مشكلة أو أكثر عند كلا
الزوجين.
عندما يتقدم
زوجان يعانيان من تأخر الحمل للطبيب المتخصص، يقوم الطبيب بإجراء فحص معين، حتى
يتوصل إلى السبب المؤدى لتأخر الحمل؛ لكي يستطيع أن يصف العلاج المناسب.
يبدأ الفحص
بالاستفسار عن تاريخ المرض لدى الزوجين ثم يبدأ الطبيب بفحص الزوج عن طريق عمل
تحليل للسائل المنوي للإطمئنان على عدد ونشاط الحيوانات المنوية، حيث يمثل الرجل
حوالي30-40% من أسباب تأخر الإنجاب. وينصح الزوج بالإمتناع عن العلاقة الزوجية
لمدة يومين أو ثلاثة على الأقل قبل التحليل والأفضل ألا تزيد فترة الإمتناع عن 10
أيام أو اسبوعين على الأكثر.
تقدم
السن يؤثر على فرص الحمل عند كلا الطرفين (الزوج والزوجة) وإن كان التأثير أكثر
وضوحا عند المرأة حيث أنه مع تقدم سن الزوجة يتناقص مخزون البويضات تدريجيا من حيث
العدد والجودة (قابلية البويضات للتلقيح والإنغراس). فعلى سبيل المثال تقدر نسبة
الحمل للمرأة في خلال سنة من العلاقة الزوجية المنتظمة بحوالي 85-90% مابين سن
20-25 سنة وحوالي 75-80% عند سن الثلاثين وتقل هذه النسبة إلى 60-65% عند سن 35
سنة ثم 40% عند سن الأربعين وتنخفض إلى نحو 5% لمن هم في سن 45 سنة.
على
الرغم من إختلاف تركيب الأنواع المختلفة لحبوب منع الحمل إلا أنتأثير الهرمونات
الموجودة فيهميتلاشى بمجرد التوقف عن أخذها وليس كما يشاع بين السيدات أن إستخدام
حبوب منع الحمل يضعف فرص الحمل أو يؤثر على صحة الطفل إذا حدث الحمل مباشرة بعد
التوقف عن أخذ الحبوب.
عادة
معظم النساء لا تعلم بالتحديد موعد التبويض لذلك فغالبا ما ننصح بأن العلاقة
الزوجية بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا طول الشهر هو رقم كافي لإعطاء فرصة
جيدة للحمل. أما في بعض الحالات التي لا يتواجد فيها الزوج بإستمرار وتعرف المرأة
تقريبيا أيام التبويض الخاصة بها ففي هذه الحالة ممارسة العلاقة الزوجية كل يوم من
أيام فترة التبويض يزيد فرصة حدوث الحمل بشكل كبير.
على غير ما يشاع بين الناس فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية فلم
يثبت علميا أنوضعية العلاقة الزوجية أو طريقتها أو طول فترة الجماع أو وصول الزوجة
للنشوة من عدمه أو حتى الإسالقاء على الظهر أو أحد الجوانب بعد الهلاقة قد يكون له
تأثير على فرص الحمل على الإطلاق طالما أن إنتصاب العضو الذكري عند الزوج قد أدى
إلى حدوث القذف داخل المهبل.
ويجدر الإشارة أنه من الطبيعي بعد أي علاقة زوجية خروج جزء
من السائل المنوي من المهبل.
النصائح الطبية الصحيحة هي أنه يفضل عدم إستخدام مزلقات (أو
أي مستضرات أخرى) للترطيب أثناء العلاقة الزوجية بدون الرجوع للطبيب لوصف الملائم
منها مما لا يؤثر على الحيونات المنوية وفرص الحمل. أيضا ينصح عند الإستحمام بعد
العلاقة الزوجية بعدم إدخال أي ماء أو تشطيفات مهبلية داخل المهبل ويكون الإغتسال
خارجي فقط.
لم يثبت علميا أن هناك ما يزيد من نسبه الحمل في عمليات
طرقالحمل المساعدة أو الحقن المجهري والأنابيب فليس هناك غذاء معين مثبت أو طريقة
أفضل للنوم.
للأسف اغلب
التعليمات أو النصائح الإضافية المتداولة هي افتراضيه أو تجارب شخصيه وليس لها
أساس علمي مثبت لذا ننصح بعدم الانشغال بها لان الضغوط النفسية قد تؤثر سلبا عليك وننصح
بصرف الوقت بما يفيد (من قراءه ودعاء وهوايات مفيدة غير مجهده).
وقد نفت
الدراسات نظرية أن الراحة والإستلقاء على الظهر قد تفيد من فرص الحمل حيث تبين أن
الحركة العادية وممارسة النشاط الطبيعي وحتى المداومة الطبيعية على العمل لا تؤثر
على فرص أنغراس الأجنة بل بالعكس فالحركة المعقولة تحسن من الدورة الدمورة وترفع
من الحالة المزاجية عند المرضى.
كذلك
السفر بالطائرة أو السيارة ليس له أي تأثير عكسي على فرص الحمل ونسب إنغراس
الأجنة.
بالرغم
من أن المبيضين عند المرأة موازيين في طبيعتهم للخصيتين عند الرجل إلا أن طريقة
عملهم مختلفة تماما. فالرجل يولد بالخصيتين لا تنتجان الحيينات المنوية ويبدأ
إنتاجها من البلوغ وتستمر إلى ما يشاء الله. أما المرأة فقد وضع الله في مبيضيها
مخزون البويضات الذي سيكفيها للتبويض طول العمر وهو عدد ثابت لا يتزايد.
ويتناقص
المخزون تدريجيا مع التقدم في العمر من حيث الكم (العدد) والكيف (نوعية البويضات
من حيث قابليتها للتلقيح والإنغراس وحدوث الحمل أو حتى نسبة حدوث الإجهاضات
والتشوهات الوراثية).
يختلف
المخزون من إمرأة إلى آخرى فبعض السيدات قد تستمر في التبويض إلى ما بعد الخمسين
والأغلب تبدأ في التراجع بعد سن الأربعين. ويوجد بعض الحالات التي قد تولد بنقص
شديد في المخزون وتراجع في التبويض قبل سن الأربعين وهو ما كان يطلق عليه في
الماضي فشل مبيضي مبكر.
من
العوامل التي قد تؤدي إلى ضعف مخزون البويضات أو تسارع عملية إستنزافها:
سابقة
التعرض إلى بعض أنواع العلاج الكيماوي والإشعاعي لبعض حالات السرطانات.
الدرجات
المتقدمة من مرض البطانة المهاجرة.
التدخلي
الجراحي في المبيضين لإستئصال أكياس أو علاج مرض البطانة المهاجرة أو حتى إستئصال
أحد المبيضين أو كلاهما.
أثبتت الدراسات العلمية أن هناك تناسب عكسيمع ثلاث عوامل
رئيسية حيث كلما ازدادت نسبة هذه العوامل قلت نسبه حدوث الحمل وهي:
1. عمر المريضة أكثر من 42 سنه.
2. الوزنمعدل كتله الجسم (BMI)أكثر من 28 كجم/م2 عن معدل الوزن الطبيعي.
3. نسبه هرمون FSHأكثر من
10 وحدات اليوم الثاني من الدورة.
وللأسف هذه الأمور لا يمكن أو يصعب
جدا تغيرها.
علاجات
إستحثاث البويضات مثلها مثل أي علاج لها بعض الأعراض الجانبية التي قد تختلف من
حالة إلى آخرى وقد لا تشعر المريضة بأي منها.
تتفاوت
هذه الأعراض حسب طبيعة العلاج وجرعته ودرجة إستجابة المبيضين للتنشيط. من بعض
الأعراض الجانبية المتوقعة في حالات تنشيط الإباضة:
فرط إستجابة المبيضين هو أحد الأعراض الجانبية المعروفة
لإستحثاث الإباضة. نادر الحدوث مع التنشيط بالحبوب مثل الكلوميد ويكثر مع التنشيط
بالإبر. يزيد حدوثة في المرضى صغار السن ممن لديهم مخزون عالي من البويضات وكذلك
مرضى متلازمة تكيس المبيضين.
تختلف درجته حسب جرعة التنشيط ودرجة إستجابة المبيضين من
حيث عدد البويضات حيث غالبا ما تزيد الأعراض بزيادة عدد البويضات المنتجة (خاصة
فوق 20 بويضة). وتقسم الدرجة حسب ما تعاني منه المريضة من أعراض وحسب الصورة في
الأشعة التليفزونية. وتتراوح بين:
بمراجعه الأبحاث الطبية حتى الوقت الحالي لا توجد دراسات
علميه تربط بين الأدوية المنشطة للمبيض وسرطان المبيض أو الرحم أو الثدي أو غيرها.
أما بالنسبة للحالات التي سبق علاجها من سرطان الثدي أو
المبيضين فيجب مراجعة الطبيب المعالج للورم للتأكد من إمكانية أخذ منشطات هرمونية
في حالتها أم لا حسب طبيعة الورم.
هذا السؤال من المواضيع التي حظت بدراسات عديدة والتي أثبتت
جميعها أن التنشيط المتكرر للمبيضين لا يستنزف من مخزون البويضات.
علميا لا يوجد حد أقصى معين لإجراء محاولات أطفال الأنابيب
حيث أن تأثير العلاجات المعطاه أثناء المحاولة يتراجع الى الحد الطبيعي بمجرد نزول
الدورة لذا فمن المفترض أن تكرار المحاولات لا يؤثر سلبا على الجسم أو المبيضين. كان
الإعتقاد العام سابقا أن تعطى المريضة فترة راحة ما بين المحاولة والآخرى فيما لا
يقل عن 3 شهور ولكن الدراسات الحديثة أظهرت أنه لا يوجد ضرر من التكرار المتتالي
للمحاولات.
النصيحة الأرجح في معظم الحالات التي ترغب في تكرار
المحاولة مباشرة هي مراجعة طبيبها قبل بدء العلاج للإطمئنان على أن المبيض رجع
لحجمه الطبيعي من أثر التنشيط السابق.
وأيضا العامل النفسي مهم فتكرار المحاولات المتتالية قد
يزيد من الأعباء والضغوط النفسية. وأحيانا يسبب زيادة 1 -3 كجم في الوزن يسبب
احتباس السوائل.
عملية نقل الأجنة في مراحل مبكرة من انقساماتها (GIFT –ZIFT) لتنمو داخل الأنبوب بدل المعمل تعد من الخطوات الأولى لبدايات عمليات
الحمل المساعد ويشترط فيها أن تكون قناة فالوب سليمةتماما وتجرى العملية عن طريق
منظار البطن (3 فتحات في البطن) تحت تأثير مخدر عام.
وقد قل
إستخدام هذه الطريقة عالميا لأن نسب الحمل أقل من طرق الحديثة التي لا تحتاج إلى
تنويم وعمليات أو مخدر عام.
منذ ولادة أول طفل من عملية أطفال أنابيب في العالم (لويز
براون) سنة 1978 ويقدر عدد المواليد عالميا بما يفوق الخمسة مليون طفل. أجريت
العديد من الدراسات على الأطفال المولودين بهذه الطريقة ونسب التشوهات أثناء الحمل
أو الإعاقة الذهنية أثناء مراحل النمو المختلفة.
خلصت معظم الدراسات إلى عدم وجود رابط مباشر بين عملية
مساعدة الحمل بأطفال الأنابيب ونسبة التشوهات بينما أظهرت دراسات أخرى زيادة طفيفة
جدا مقارنة بالحمل الطبيعي (5% مع أطفال الأنابيب مقابل 4% في الطبيعي).
ويجدر الإشارة أن معظم هذه الدراسات تعزي الفارق في حدوث
التشوهات إلى طبيعة المرضى وليس إلى عمليات الإنجاب المساعد نفسها. بمعنى أن متوسط
أعمار الزوجين في علميات الإنجاب المساعد أعلى منهم عن حالات الحمل الطبيعي، كذلك
وجود عوامل آخرى مثل زيادة نسب بعض الأمراض في مثل هؤلاء الأزواج مثل مرض البول
السكري أو تاريخ العائلة الوراثي الذي قد يزيد من نسبة حدوث التشوهات في الحمل بغض
النظر عن طريقة الحمل نفسها.
تعد هذه
الطريقة إحدى طرق مساعدة الحمل عن طريق الحقن المجهري (أطفال الأنابيب) ولكن الفرق
في هذه الحالات هو عدم إعطاء برنامج كامل لتنشيط البويضات حتى وصولها إلى حجم
النضج وإنما تجرى عملية سحب البويضات وهي صغيرة بعد إعطاء جرعة بسيطة من التنشيط
أو حتى بدون تنشيط ثم إكمال إنضاج البويضات خارج الجسم بالمختبر قبل حقنها
بالحيينات المنوية.
وبالرغم
من أن نسب الحمل بهذه الطريقة عالميا حتى الآن تقل نسبيا عن الطريقة التقليدية إلا
أنها تعتبر بديل مناسب عن التنشيط الكامل لبعض الحالات الخاصة مثل الحالات التي لا
يناسبها أخذ تنشيط هرموني لوجود سابقة ورم في الثدي قد يتأثر بعلاج الهرمونات أو
الحالات الأكثر عرضة لمتلازمة تهيج المبيضين لكثرة عدد البويضات في حالة أخذ
التنشيط الكاملبهدف تقليل أومنع تضخم المبيض والأضرار الجانبية التي قد تصاحبه.
وعلى العموم نسبة قليلة جدا من الحالات التي قد تحتاج إلى هذه الطريقة.
هو نوع خاص (Conscious sedation) ليس بالتخدير العام ولا الموضعي فلا
يحتاج إلى جهاز التنفس الصناعي وهو عبارة عن محلول يعطى عن طريق المغذى (الوريد)
سريع المفعول ويزيل الإحساس بالألم ويحدث إغفاءة قصيرة لمدة 10 -15 دقيقة تكفي
لفترة العملية ويزول تأثيره سريعا والإفاقة خلال دقائق.
نسبة حدوث الحمل خارج اللاحم في الحمل الطبيعي حوالي 2%
وتظل هذه النسبة في نفس المعدل مع الحمل من التلقيح الصناعي بينما تقل (طبقا لمعظم
الدراسات الإحصائية) في حالات الحمل في أطفال اأنابيب إلى 1% ولكنها للأسف لا
تتلاشى إلى 0%.
التشخيص
المبكر يبسط طرق العلاج ولكنة يصعب أحيانا، فالأعراض المصاحبة للحمل خارج الرحم
تشبه إلى حد ما أعراض بعض الحالات المرضية مثل الالتهابات البولية والتهاب الزائدة
الدودية، وأعراض الحالات الغير مرضية مثل الآلام والتقلصات في أسفل البطن المصاحبة
للحمل الطبيعي أو الإجهاض المنذر، وأحيانا يكون بدون أعراض.
لذا يبقى الحمل خارج الرحم من الحالات التي تحدث بغض النظر
عن طريقة حدوث الحمل ويبقى تشخيصها من التحديات الطبية.